الثلاثاء، 21 يناير 2003

اجتماعيات

 هده دروس ملخصة من القسم

الجغرافيا 

التاريخ



التاريخ









التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم في القرن  19 


التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى


اليقظة الفكریة في المشرق العربي

الضغوطات الإستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح 

أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م


الحرب العالمية الثانية( 1939 ـ 1945 ):أســبابها ومراحلـها


نظام الحماية بالمغرب و الإستغلال الإستعماري 


نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال وإستكمال الوحدة الترابية

الحركات الليبرالية والقومية في أوربا في القرن التاسع عشر 

تطور الرأسمالية ونتائجه خلال القرن التاسع عشر 19 

الحرب العالمية الأولى: 1914-1918







الحرب العالمية الأولى: 1914-1918





مقدمة: عرف العالم في مطلع القرن العشرين حربا كبرى، اندلعت في أوربا واتسع مجالها لتصبح عالمية وتمثلت أسبابها في تعارض المصالح الاقتصادية والاستعمارية للدول الأوربية، والسباق نحو التسلح وظهور التحالفات العسكرية .وشكلت حادثة مقتل ولي عهد النمسا سببا مباشرا لاندلاع الحرب في 1914. وامتدت عبر مراحل إلى سنة1918، وكانت لها نتائج هامة ومتعددة
كانـت أســباب الـحرب العـالـمـية الأولى متـعددة ومعــقدة.
نتج عن التحولات الاقتصادية التي عرفتها أوربا خلال القرن 19، تزايد الحاجة إلى الأسواق والمواد الأولية. ونهجت الدول الأوربية سياسة الحماية الجمركية، فامتدت المنافسة إلى البحث عن منافذ جديدة عن طريق التوسع الإمبريالي واكتساب المستعمرات، خاصة وأن أغلب المستعمرات كانت تقتسمها فرنسا وابريطانيا، ممادفع إلى السباق نحو التسلح والتحالفات العسكرية، رغم استعمال الطرق الدبلوماسية التي فشلت في حل النزاعات بين الدول الإمبريالية.
1): النزاعات الدبلوماسية والتحالفات العسكرية:
أ): النزاعات الدبلوماسية:
كانت ناتجة عن التنافس حول المستعمرات. وتمثلت في عدة قضايا منها: قضية الكنغو؛ حيث كان مجالا اقتصاديا تستغله فرنسا وإنجلترا والبرتغال. وأصرت ألمانيا على مزاحمتهم فيه، فاندلعت أزمة سياسية، انعقد إثرها مؤتمر برلين1884-1885 الذي أقر حرية التجارة في الكنغو. كما أن حصول ألمانيا على امتيازات داخل الإمبراطورية العثمانية شكل خطرا على المصالح الفرنسية و الإنجليزية والروسية. ونافست ألمانيا كل من فرنسا واسبانيا في المغرب. وتجلى ذلك في زيارة غليوم الثاني لطنجة وتدويل القضية المغربية وانعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء. لكنه لم يحقق أطماع ألمانيا فهددت باستعمال القوة(حادثة اكادير)، مما دفع فرنسا إلى التنازل لها عن جزء من الكنغو مقابل تخليها عن المغرب.
ب): التحالفات العسكرية:
بعد فشل الطرق الدبلوماسية في حل النزاعات بين الدول المتنافسة، أصبحت أغلب الدول تشجع الخيار العسكري وتتسابق نحو التسلح، مما دفع إلى التحالفات العسكرية التي مهدت إلى الحرب. وأهمها التحالف الثلاثي الذي عقد بين ألمانيا والنمساالمجر وإيطاليا في1882. ومعاهدة 1892 الثنائية بين روسيا وفرنسا، التي انضمت إليها ابريطانيا في1907 فتكون ما سمي بالوفاق الثلاثي(الذي انضمت إليه إيطاليا في1915).
2) تصاعد الحركات القومية:
عرفت أوربا موجة من النزاعات القومية قادتها إلى الحرب. وكانت منطقة البلقان مسرحا لهذه النزاعات بين صربيا التي تمثل الشعوب السلافية وتسعى إلى توحيدها، وتساندها في ذلك روسيا، وبين الإمبراطوريتين العثمانية والنمساوية المجرية اللتان تسعيا إلى إبقاء المنطقة خاضعة لنفوذهما. وللحد من طموحات صربيا والشعوب السلافية، قامت النمسا في1908 بضم إقليم البوسنة والهرسك، مما أدى إلى أزمة سياسية سميت بالأزمة البلقانية الأولى. وقامت أزمة ثانية في 1912 بسبب الحرب التي شنتها الدول البلقانية المدعمة من طرف روسيا على الإمبراطورية العثمانية.
3): شكلت حادثة سراييفو السبب المباشر للحرب:
قام ولي عهد النمسا(فرانسوا فردناند) بزيارة لمنطقة البوسنة لتأكيد النفوذ النمساوي عل المنطقة، لكنه اغتيل من طرف طالب صربي في 28 يونيو 1914. واستغلت النمسا هذا الحدث لتصفية حساباتها مع صربيا. واشترطت عليها القضاء على كل حركة معادية للنمسا، ومشاركة هذه الأخيرة في محاكمة المعتقلين الصرب. ورفضت صربيا تلك الشروط، فأعلنت النمسا الحرب على صربيا في 27 يوليوز 1914. وتدخلت روسيا حليفة صربيا وأعلنت الحرب ضد النمسا، ثم أعلنت ألمانيا الحرب ضد روسيا وفرنسا. وهكذا اندلعت الحرب العالمية الأولى واستمرت إلى1918.
مرت الـحرب العالـمية الأولـى بثـلاث مـراحل وانـتهت بانـتـصار دول الوفـاق.
انقسمت الدول المتحاربة إلى دول الوفاق وهي: ابريطانيا،فرنسا،روسيا ثم إيطاليا في1915 والولايات المتحدة في 1917. ودول الوسط وهي: ألمانيا والنمسا المجر وتركيا وبلغاريا التي انضمت إليهم في1915. ومرت الحرب بثلاث مراحل أساسية:
1): المرحلةالأولى:
تميزت بانتصارات سريعة للجيش الألماني الذي اكتسح بلجيكا وتوغل في شمال وشرق فرنسا. لكنه واجه مقاومة عنيفة منعته من الدخول إلى باريس، فاضطر إلى التوقف. ثم اتجه الجيش الألماني للواجهة الشرقية وألحق هزائم بروسيا. وبقيت ابريطانيا بعيدة عن هجمات الألمان نظرا لموقعها وأهمية قوتها البحرية.
2): المرحلة الثانية:
من نونبر1914 إلى1917: خلالها تمركزت الجيوش في مواقعها وبدأت حرب الخنادق. واتضح من خلالها أن الحرب ستطول مدتها، ولن يكسبها إلا القوي اقتصاديا والقادر على الحصول على الإمدادات، مما دفع الدول الاستعمارية إلى تكثيف استغلالها للمستعمرات.
3): المرحلة الثالثة:
تميزت بقيام الثورة الاشتراكية في روسيا 1917، وانسحابها من الحرب، ودخول الولايات المتحدة إلى جانب دول الوفاق التي بدأت تحقق انتصارات متتالية، في الوقت الذي بدأ فيه التراجع الألماني وباقي دول الوسط، مما دفع ألمانيا إلى التوقيع على معاهدة الهدنة في 11 نونبر1918. وبذلك انتهت الحرب لصالح دول الوفاق.
خـلــفـت الحرب الـعالــمـية الأولـى نـتــائـج مـخـتـلـفة
1): فقدت أوربا سيطرتها الاقتصادية على العالم:
بسبب خسائرها المادية والبشرية الهامة، حيث قدر عدد القتلى بحوالي8م.ن. وعدد الجرحى ب20م.ن. وأصابت الحرب الفئة الشابة مما أثر على النموالديمغرافي واليد العاملة، ودفع إلى تشغيل النساء. وأنفقت الدول المتحاربة أموالا باهضة على الحرب(ألمانيا40 مليار دولار+ فرنسا 25مليار دولار). وخربت الحرب عدة منشآت اقتصادية كالمعامل والمزارع والمناجم والطرق...، فتدهور الإنتاج الفلاحي والصناعي، مع صعوبة الانتقال من صناعة حرب إلى صناعة سلم. ودفع ذلك إلى الزيادة في استغلال المستعمرات ونهج سياسة القروض خاصة من الولايات المتحدة. وتدهور مستوى عيش السكان نتيجة التضخم المالي وارتفاع الأسعار، ما عدا فئة الوسطاء التي استفادت من الحرب.
وفقدت أوربا مكانتها الاقتصادية لصالح الدول التي استفادت من الحرب كاليابان التي طورت صناعاتها وعوضت أوربا في أسواق جنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة التي تطور إنتاجها الفلاحي ب30% والصناعي ب 40% مابين 1913-1917. وارتفعت قيمة الدولار حيث أصبحت الولايات المتحدة تملك نصف الرصيد العالمي من الذهب، وبذلك بدأت انطلاقة هيمنتها على العالم الرأسمالي
2): التحولات السياسية:
تمثلت في انهيار الإمبراطوريات الكبرى وظهور دول جديدة وتشكيل عصبة الأمم التي توجت معاهدات السلام.
أ): انهيار الإمبراطوريات الكبرى:
وهي الإمبراطورية الألمانية التي تخلى غليوم الثاني عن العرش في1918، فأصبحت جمهورية. والإمبراطورية العثمانية التي فقدت معظم أراضيها في أوربا والمشرق العربي. والإمبراطورية الروسية التي تغير فيها نظام الحكم بعد الثورة الاشتراكية 1917. والامبراطورية النمساوية المجرية، حيث تم فصل المجر عن النمسا. وتغيرت خريطة أوربا بظهور دول جديدة هي: بولونيا، يوغسلافيا و تشيكوسلوفاكيا. وفي المستعمرات ظهر الوعي بضرورة التحرر. وسبب التدهور الاقتصادي في انتشار الأفكار الاشتراكية، ولجوء اليائسين إلى المنظمات المتطرفة كالفاشية بإيطاليا والنازية بألمانيا.
ب): نتائج مؤتمر السلام:
عكست مصالح الدول المنتصرة؛ عقد المؤتمر بقصر فرساي بباريس1919، تضاربت فيه الآراء والمواقف خاصة بين فرنسا التي تريد إضعاف ألمانيا بفرض شروط قاسية عليها، وابريطانيا التي تعارض ذلك لأنه في صالح فرنسا، وحتى لا تهيمن على أوربا. ورفضت مطالب إيطاليا الترابية في تركيا. ورغم ذلك خرج المؤتمر بعدة معاهدات فرضت على الدول المنهزمة وأشهرها معاهدة فرساي التي كانت شروطها قاسية على ألمانيا، وسماها الألمان بالسلم المفروض.
ج): ظهور عصبة الأمم:
تقرر إنشاؤها بناء على بنود الرئيس الأمريكي ويلسون والتي عرضها في مؤتمر السلام. وأهم أهدافها حل النزاعات بالطرق السلمية ونزع السلاح ومنع المعاهدات السرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. لكن العصبة لم تحظ بمشاركة جميع الدول حيث رفضت الدول المنتصرة مشاركة الدول المنهزمة والاتحاد السوفياتي. كما صوت الكونغرس الأمريكي ضد انضمام الولايات المتحدة. وهيمنت فرنسا وابريطانيا على عصبة الأمم لتحقيق مصالحهما الاستعمارية. واتخذت العصبة مقرها في جونيف، وتشكلت من هيئات مختلفة منها الجمعية العامة والمجلس الأعلى والأمانة العامة ومحكمة العدل الدولية (لاهاي) والمكتب الدولي للشغل
خاتمة : خلفت الحرب ع.1. مشاكل اقتصادية وسياسية كبرى . تعقدت بفرض مجموعة من المعاهدات على الدول المنهزمة، وخلق دول جديدة، وإخضاع مناطق أخرى للإستعمار على شكل انتداب. وفشلت عصبة الأمم في تحقيق أهدافها مما أدى إلى الاستعداد للحرب العالمية الثانية

تطور الرأسمالية ونتائجه خلال القرن التاسع عشر 19






تطور الرأسمالية ونتائجه خلال القرن التاسع عشر
مقدمة: عرفت أوربا الغربية تحولات اقتصادية وتقنية خلال القرن 18، مما ساعد على تطور الرأسمالية في القرن 19 بأوربا الغربية وأمريكا الشمالية؛ حيث تحولت من رأسمالية صناعية إلى رأسمالية مالية. وكانت لذلك التطور نتائج هامة شملت ميادين مختلفة: سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية.
تجلى تطور الرأسمالية في القرن 19 في تطور مختلف القطاعات الاقتصادية.
تطور الصناعة والفلاحة:
في مجال الصناعة:
تطور الانتاج الصناعي نتيجة استعمال الآلة وتطبيق الاختراعا التقنية الجديدة، مما أدى إلى تجديد هياكل الصناعة وظهور صناعات جديدة حيث ظهرت الصناعة الميكانيكية كفرع مستقل، فتطور إنتاج الآلات مما ساعد على تطور الصناعة من يدوية إلى آلية. وظهرت مصانع كبرى لصهر المعادن، فأصبحت الصناعة الثقيلة تحتل المكانة الأولى عوض صناعة النسيج. وارتبط تطور صناعة التعدين بتطور صناعات أخرى كاستخراج المعادن والكيميائية وإنتاج الكهرباء، حيث عرف الثلث الأخير من القرن 19 بعصر الفولاذ. واستمر التطور التقني باختراع أنواع مختلفة من المحركات كمحركات الكهرباء والدييزيل ومحركات الاحتراق الداخلي والتربينات البخارية. واستعملت هذه الآلات بشكل واسع شمل البوادي الأوربية فعرفت تحولات هامة.
في مجال الفلاحة:
ظل الانتاج الفلاحي في معظمه معيشيا تقليديا حتى منتصف القرن19. ثم تطورت الفلاحة نتيجة تدخل الرأسمالية في البوادي وامتداد طرق المواصلات خاصة السكك الحديدية، إضافة إلى أهمية الطلب نتيجة ارتفاع عدد سكان المدن. واتجه الاستغلال الفلاحي نحو الزيادة في الانتاج وتحقيق مردودية مرتفعة باستعمال الآلة ونتائج البحث العلمي والأسمدة وطريقة التناوب الزراعي والتخصص في الانتاج قصد التسويق. وتطلب ذلك التحول استثمارات مالية هامة، مما أدى إلى التركيز الرأسمالي في مجال الفلاحة. وأصبحت معظم الأراضي في يد الملاك الكبار البرجوازيون، والنبلاء الذين استوعبوا التطورات الجديدة، في حين اختفى الفلاحون الصغار تقريبا، وتقلصت نسبة اليد العاملة في الفلاحة بسبب استعمال الآلة. ونشطت الهجرة القروية نحو المدن لتوفر طرق المواصلات. وتخصصت بعض المناطق والدول في إنتاج معين مثل القمح بالولايات المتحدة وكندا وروسيا، والصوف بأستراليا و الأرجنتين. كما تراجعت بعض المزروعات ) النباتات الزيتية ( أمام تربية الأبقار المنتجة للحليب واللحوم قصد تلبية حاجيات المدن. واهتمت بعض الشركات الفلاحية باستغلال المستعمرات خاصة بالنسبة للمنتجات المدارية.
المواصلات والمبادلات التجارية:
ارتبط تطور المواصلات البرية والنهرية والبحرية بتطور الصناعة، نظرا لحاجتها إلى الأسواق والمواد الأولية ومصادر الطاقة. وتطلب ذلك تعبيد الطرق وحفر قنوات ملاحية للربط بين الأنهار الصالحة للملاحة. لكن السكة الحديدية كانت رمزا للثورة الصناعية؛ اكتشفت بإنجلترا على يد جورج ستيفنسن، وانتشر استعمالها في باقي أوربا الغربية والولايات المتحدة ) خريطة ص.16 ( مما أدى إلى تخفيض تكاليف النقل والمدة الزمنية للتنقل بين المناطق. وتطورت الملاحة البحرية بحفر قنوات جديدة مثل السويس و باناما، واستعمل الحديد والآلة البخارية في صناعة السفن الكبرى. وظهرت موانئ كبرى مثل لندن ونيويورك وروتردام، كما ظهرت شركات ملاحية كبرى.
وبعد اختراع محركات البنزين والعجلات المطاطية، ظهرت السيارات في 1895. كما ظهرت وسائل أخرى في أواخر القرن 19 كالدراجة العادية والنارية والتلغراف والهاتف والصحف ووكالات الأنباء.
وساعدت وسائل المواصلات على تطور المبادلات التجارية، حيث مكنت الصناعة من تصريف الانتاج والحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة. واتسع حجم المبادلات العالمية وظهرت البورصات وزادت حدة التنافس التجاري، مما دفع بعض الدول إلى فرض الحماية الجمركية. ولعبت الأبناك دورا هاما في تطوير القطاعات الاقتصادية حيث وظفت أموالها في المؤسسات التجارية والصناعية وفي المضاربات البورصوية، إضافة إلى القروض. واستفادت الأبناك من نمو الكتلة النقدية بعد اكتشاف الذهب في كاليفورنيا و أستراليا، وإصدار الأوراق النقدية واستعمال الشيكات.
خلـف تـطـور الـرأسمالـية خـلال الـقـرن 19 نـتائج هـامة.
تطورت الرأسمالية الصناعية إلى رأسمالية مالية:
نتيجة للتركيز الرأسمالي تطورت الشركات من -شركات الأشخاص- عائلية أو لبعض الشركاء إلى -شركات الرساميل- شركات المساهمة أو المجهولة الاسم .وهذا التركيز حتمته ظروف المنافسة من أجل تحسين الجودة وتخفيض تكاليف الانتاج ولتحقيق الأرباح. والتركيز الرأسمالي أنواع؛ فعلى مستوى الانتاج نجد الأفـقي ويتم بين شركات ذات إنتاج متشابه، ويعطي ما يسمى بالكارتيل. ثم العمودي ويتم بإدماج شركات تساهم في إنتاج واحد لتشكيل شركة واحدة، ويعطي ما يسمى بالتروست. وعلى المستوى الملي ظهرت شركات التملك) الهولدينغ ( وهي شركات مالية احتكارية تفرض سيطرتها على المؤسسات البنكية والصناعية بواسطة امتلاك قسم كبير من أسهمها. لذلك سميت رأسمالية القرن 19 بالرأسمالية المالية.
ورغم تطور الاقتصاد الرأسمالي في القرن 19، فإنه تميز بتعرضه للأزمات الدورية الناتجة عن تضخم فائض الانتاج والمبالغة في القروض والمضاربات المالية، مما يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي وانتشار البطالة.
النتائج الديمغرافية والفكرية والاجتماعية:
المجال الديمغرافي:
تزايد عدد سكان الدول الرأسمالية منذ مطلع القرن 19 بسبب تطور الفلاحة وتحسن ظروف التغذية، وتطور العلوم الطبية وتحسن الظروف الصحية، فتقلصت نسبة الوفيات وارتفعت نسبة الولادات. وتزامن ارتفاع عدد السكان مع التطورات الاقتصادية، فاصبحوا يلعبون دور المنتج والمستهلك. ونشطت الهجرة القروية نتيجة التحولات التي عرفتها الفلاحة ولتوفر طرق المواصلات، فارتفع عدد سكان المدن، وظهرت المدن الكبرى بمشاكلها الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الهجرة كالبطالة. وبدا التشجيع على الهجرة الخارجية كحل للمشاكل الداخلية، حيث شملت حوالي 60 مليون أوربي خلال القرن 19. ودعمت بهم أوربا نفوذها في عدة مناطق من العالم.
في المجال الفكري:
تبنت البرجوازية المذهب الليبرالي، وتبنت الطبقة العاملة المذاهب الاشتراكية.
ـ المذهب الليبرالي الكلاسيكي: تأسس على يد أدم سميث في أواخر القرن 18، وطوره كل من مالتوس و ريكاردو خلال القرن 19. وتتلخص مبادئه في الملكية الفردية والحرية الاقتصادية. ويدعو على تحديد النسل لتحقيق التوازن بين النمو الديمغرافي والامكانيات الغذائية، وإلى البحث عن الأسواق لتصريف فائض الانتاج الصناعي.
ـ المذاهب الاشتراكية: بدأت الاشتراكية باتجاهها المثالي ( أو الطوباوي ) خلال القرن 18 على يد سان سيمون و روبرت أوين. ويدعو إلى نظام اجتماعي افضل تتعزز فيه الملكية الجماعية والعمل الجماعي والقضاء على الفقر والاستغلال. ثم تطورت الاشتراكية على يد ماركس و إنجلز خلال القرن 19، وأصبحت تعرف بالاشتراكية العلمية. وتعتبر الصراع الطبقي المحرك الأساسي للتاريخ، ودعت إلى تحقيق المجتمع الاشتراكي.
الجانب الاجتماعي:
ظل المجتمع الرأسمالي طبقيا رغم التحولات التي عرفتها البنية الاجتماعية نتيجة التطورات الاقتصادية. ويتألف من:
ـ الأرستقراطية: التي تراجعت بشكل كبير أمام نمو البرجوازية. لكن بعض السر حافظت على مكانتها لأنها استوعبت التحولات الجديدة، وتصاهرت مع بعض الأسر البرجوازية، وتقلدت مناصب هامة إدارية وعسكرية.
ـ الطبقة البرجوازية: عرفت نموا كبيرا، ويمكن تصنيفها إلى: برجوازية كبيرة، وهي المسيطرة على المجالات الاقتصادية. وبرجوازية متوسطة، يمثلها أصحاب المهن الحرة كالأطباء والصيادلة والمهندسين. وأخيرا البرجوازية الصغيرة، ويمثلها الموظفون والملاك والتجار الصغار والحرفيون المتخصصين.
ـ الطبقة العاملة: أو البروليتاريا، وهي التي تمثل جميع الفئات المستغلة كالحرفيين وعمال البيوت الذين يشتغلون في منازلهم لحساب المقاولين. والعمال المؤهلون تقنيا وغير المؤهلين.
ونتيجة للإستغلال الرأسمالي الذي تعرضت له الطبقة العاملة، دعت الاتجاهات الاشتراكية العمال إلى الإتحاد، لأنهم يشكلون قوة اقتصادية يكمن خطرها في اتحادها، لذلك ظهرت النقابات والاتحادات النقابية( الفيدراليات) واتحادات دولية ( الأممية الأولى بلندن 1864 ). وحققت هذه التنظيمات بعض المطالب الأساسية كتحديد ساعات العمل والحق في العطلة الأسبوعية وحق تأسيس النقابات وتحديد السن القانوني لتشغيل الأطفال ( ما بين 10 و13 سنة ) واعتبار فاتح ماي عيدا للعمال منذ 1890.
التحولات السياسية والاقتصادية في البلدان الرأسمالية:
دفعت التطورات الاقتصادية في الدول الرأسمالية إلى الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية وتنظيم الحياة السياسية بوضع قوانين لترسيخ الديمقراطية. وأصبحت الدول الرأسمالية تبحث عن منافذ جديدة لتصريف فائض الانتاج الصناعي واستيراد المواد الغذائية، ولحل المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الهجرة القروية والنمو الديمغرافي. وكذلك لحل المشاكل السياسية الناتجة عن الصراعات السياسية والاجتماعية، حيث تطورت الأحزاب القديمة وظهرت أحزاب جديدة والاتحادات العمالية. ولتحقيق ذلك نهجت الدول الرأسمالية سياسة التوسع الامبريالي. وعقدت مجموعة من المؤتمرات للحد من التنافس الاستعماري مثل مؤتمر برلين Conférence de Berlin 1884 ـ 1885، والاتفاق الودي 1904 ومؤتمر الجزيرة الخضراء 1906، ذلك التنافس الذي أدى إلى الحرب العالمية الأولى.
خاتمة: تطورت الرأسمالية في القرن 19 من رأسمالية صناعية إلى رأسمالية مالية، وأصبحت المؤسسات المالية تتحكم في النشاط الاقتصادي والحياة السياسية. وانعكس ذلك التطور بشكل سلبي على الشعوب المستضعفة حيث استهدفها التوسع الامبريالي.

الحركات الليبرالية والقومية في أوربا في القرن التاسع عشر




 

الحركات الليبرالية والقومية في أوربا في القرن التاسع عشر
مقدمة: يعتبر القرن التاسع عشر مرحلة هامة في تاريخ أوربا حيث تميز بالصراع بين الأنظمة المحافظة
الإقطاعية والحركات الليبرالية التحررية والقومية، التي تزعمتها البرجوازية. كما تميز ببداية التوسع
الاستعماري خارج أوربا.
انتشرت مبادئ الليبرالية والقومية بأوربا عقب الثورة الفرنسية والتوسعات
النابوليونية
1انتشار الأفكار الليبرالية والقومية: ظهر المذهب الليبرالي " الحر " في أواخر القرن السابع عشر )
بإنجلترا. ويقوم على مبدأ الحرية الاقتصادية في المجال الاقتصادي والحريات الفردية والسياسية في
المجال السياسي. وانحصرت مبادئ الليبرالية في فكر الأنوار، تبنتها الثورة الفرنسية كمبادئ سياسية،
فأصبحت إيديولوجيا للبرجوازية ضد الأنظمة الاستبدادية، تلخصت في شعار الثورة الفرنسية الحرية،
المساواة، الإخاء
وأصبحت فرنسا تتزعم التيار الليبرالي التحرري، خاصة بعد سيطرة نابوليون على السلطة في فرنسا،
عقب انقلابه ضد حكومة الإدارة، وتوسعاته في أوربا حيث كسب عطف الشعوب الأوربية الخاضعة
للأنظمة الاستبدادية. لكن تحالف الإمبراطوريات الفيودالية مثل روسيا، بروسيا، النمسا، وانحراف أهداف
نابوليون عن نشر الفكر التحرري إلى التوسع والاستعمار، مما أدى إلى تراجع التوسعات النابوليونية،
حيث تعددت انهزاماته أمام الدول المتحالفة حتى معركة واترلو 18 يونيو 1815 ، والتي وضعت حدا
لتوسعاته.
2معارضة قرارات مؤتمر فيينا لمبادئ الليبرالية والقومية: انعقد مؤتمر فيينا ما بين نونبر 1814 )
ويونيو 1815 تحت هيمنة الدول المتحالفة ضد نابويليون وهي: روسيا، بروسيا، ابريطانيا والنمسا التي
مثلها مستشارها مترنيخ، الذي هيمنت شخصيته على أشغال المؤتمر. واستهدفت قرارات المؤتمر إضعاف
فرنسا تحت فكرة تحقيق التوازن الدولي؛ حيث أفقدتها جميع المناطق التي سيطرت عليها أيام نابوليون.
وأحاطت فرنسا بمجموعة من الدويلات، فتغيرت خريطة أوربا. وسيطرت الدول المتحالفة على مناطق
واسعة وعقدت فيما بينها تحالفات: الحلف المقدس بين روسيا بروسيا والنمسا، والحلف الرباعي الذي يضم
ابريطانيا إلى جانب دول الحلف المقدس. لكن قرارات مؤتمر فيينا لم تقض على الفكر الليبرالي والحركات
التحررية حيث تحالفت البرجوازية مع المثقفين وأسسوا جمعيات سرية مناهضة للفكر الإستبدادي، أهمها

جمعية الكربوناري بمملكة نابولي بإيطاليا. وبرز الإتجاه القومي، معتمدا على الاختلافات اللغوية والعرقية
والدينية والعادات، وتبنى إعلان حقوق الإنسان والمواطن. وعارضت الأفكار القومية التقسيمات التي
أحدثتها قرارات مؤتمر فيينا.
استمر كفاح الحركات الليبرالية والقومية ضد قرارات مؤتمر فيينا، وكانت له عدة
نتائج أهمها تحقيق الوحدتين الألمانية والإيطالية
1848 : أدت إلى عدة نتائج ويمكن تقسيمها إلى مرحلتين أساسيتين: - 1ثورات 1815 )
1830 : مثلت هذه المرحلة الصراع بين البرجوازية والإقطاع ودفاع الطبقة - أ ) المرحلة الأولى 1815
العاملة عن مصالحها. لكن جل الثورات قمعت من طرف الأنظمة الاستبدادية ماعدا المناطق التي حصلت
على الاستقلال وهي بلجيكا واليونان .
.1830- أنظر الجدول التالي: أحداث 1815
كان هدف جمعية الكربوناري هو توحيد إيطاليا والقضاء على النفوذ النمساوي. وفي 1820
تمرد الجيش وسيطر على السلطة. لكن الثورة قمعت من طرف النمسا.
إيطاليا
1820 انتفض الجيش بمدينة قادس وتشكلت حكومة من البرجوازية والنبلاء. وتدخلت فرنسا
بإيعاز من دول الحلف المقدس للقضاء على الثورة.
إسبانيا
1817 قيام عدة انتفاضات تنادي بالحد من الملكية المطلقة. وفي 1830 قيام ثورات تنادي
بالوحدة الألمانية، مما أدى إلى تدخل النمسا للقضاء عليها وإلغاء الحريات العامة.
ألمانيا
قرر مؤتمر فيينا تقسيمها بين روسيا وبروسيا والنمسا. وأدى نشاط الحركات القومية إلى إعلان
. الاستقلال في 1830 ، فتدخلت روسيا وسيطرت على البلاد في 1831
بولونيا
1814 اعتلى العرش لويس 18 وأعاد الإقطاع للسلطة بشكل متوازن مع البرجوازية .
1824 تولى السلطة شارل العاشر وانحاز للتيار المحافظ، واحتل الجزائر كحل للأزمة الداخلية،
1848 الذي قضى على - مم أدى إلى ثورة باريس بزعامة البرجوازية، فخلفه لويس فليب 1830
الثورة وحكم حكما استبداديا.
فرنسافي 1822 أعلنت استقلالها عن العثمانيين الذين حاولوا استرجاعها. لكن إعلان روسيا الحرب
على تركيا وتدخل فرنسا وابريطانيا إلى جانب اليونان، فاضطرت تركيا إلى الاعتراف باستقلال
. اليونان في 1828
اليونان
قرر مؤتمر فيينا إدماجها مع هولندا وتشكيل مملكة الأراضي المنخفضة. لكن الاضطهاد
. الهولندي دفع البلجيكيين إلى الثورة وإعلان الاستقلال في 1830
بلجيكا
ب ) المرحلة الثانية: تمثلت في ثورات 1848 ، وبرز خلالها الصراع بين ثلاث طبقات: البرجوازية،
الإقطاع والطبقة العاملة. ويتجلى ذلك في النماذج التالية:
1848 عزل لويس فليب وتم إعلان قيام الجمهورية الثانية. وتكونت حكومة برجوازية، فتطور
الصراع بين الطبقة العاماة والبرجوازية التي أسندت السلطة للجيش بقيادة كافينياك الذي أخمد
الثورة بالقوة. وتولى السلطة لويس بونابارت بعد نجاحه في الانتخابات. وحكم حكما استبداديا
. عندما أعلن نفسه إمبراطورا حاملا لقب نابوليون الثالث. ودام حكمه حتى سنة 1870
فرنسا
1848 استقل مترنيخ عقب الثورة التي تزعمها المثقفون، وتأسس الدستور والبرلمان. وطالب
المجريون بالاستقلال، وتدخلت روسيا لمساعدة النمسا ضد ثورة المجر. كما فشلت محاولات
استقلال بعض الإمارات الإيطالية عن النفوذ النمساوي.
النمسا
قامت الثورة واضطر ملك بروسيا القيام ببعض الإصلاحات كإحداث الدستور وانتخاب البرلمان.
لكن البرجوازية الألمانية تحالفت مع الإقطاع مستفيدة مما وقع في فرنسا ولتتجنب الصراع مع
الطبقة العاملة.
ألمانيا
2تكونت الدولة القومية بإيطاليا بقيادة مملكة البييمونت وفي ألمانيا بقيادة بروسيا )
أ ) الوحدة الإيطالية: كانت إيطاليا مقسمة إلى سبع إمارات، ثلاث منها مستقلة والباقي تحت نفوذ النمسا،
إضافة إلى ممتلكات الكنيسة. وكانت مملكة البييمونت أكثر الإمارات تطورا من الناحية السياسية
والاقتصادية حيث تتمتع بملكية دستورية منذ 1848 وعلى رأسها الملك فكتور إمانويل. ولعب كافور دورا
هاما في تحقيق الوحدة الإيطالية حيث كان يتزعم التيار الليبرالي الملكي المنسجم مع تطلعات البرجوازية.
وتمكن من توحيد إيطاليا بمساعدة غاريبالدي الذي قاد المتطوعين وحرر معظم الأراضي الجنوبية تحت
سلطة ملك البييمونت إيمانويل الثاني الذي أعلن ملكا على مجموع إيطاليا سنة 1861 ، ماعدا الأراضي
الخاضعة للكنيسة.
ب ) الوحدة الألمانية: عرفت بروسيا تطورات اقتصادية هامة خاصة في المجال الصناعي، لكن التجزئة
السياسية تحد من ذلك التطور، فأصبح هدف البرجوازية هو تحقيق الوحدة السياسية. وفي 1862 تولى
بسمارك منصب الوزير الأول " المستشارية " واعتمد على قوة بروسيا العسكرية وعلى نضج الوعي
القومي الألماني. وتمكن من تحقيق الوحدة الألمانية بالقضاء على الهيمنة الأجنبية حيث حارب الدانمارك
وهزم فرنسا في معركة ، Sadowa وانتصر في 1864 ، كما انتصر على النمسا في معركة سادوا 1866
وسيطر على الألزاس واللورين. وعرفت سياسته بسياسة الحديد والدم. وانضمت sedan سدان 1870
الإمارات الألمانية الأخرى إلى الإتحاد الألماني بزعامة بروسيا، والذي أصبح يعرف بالإمبراطورية
الألمانية بعد تتويج غليوم الأول إمبراطورا على ألمانيا.
خاتمة: بعد تحقيق الوحدتين الإيطالية والألمانية، عرفت أوربا تغييرا في موازين القوة حيث هيمنت القوة
الألمانية على السياسة الأوربية. وبدأت كل من إيطاليا وألمانيا تتسابق للحصول على أسواق ومستعمرات
خارج أوربا وتنافس الدول الاستعمارية الأخرى خاصة ابريطانيا وفرنسا




نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال وإستكمال الوحدة الترابية



التمهيد الإشكالي:
شهد المغرب خلال الفترة ما بين 1930 م و1953 مقاومة سياسية طالبت فيها الحركة الوطنية المغربية بالاصلاحات والمساواة مع الفرنسيين المقيمين بالمغرب، لكن رفض سلطات الحماية لهذه المطالب أدى إلى إندلاع المقاومة المسلحة إبتداءا من سنة 1953 فاسترجع المغرب إستقلاله ليخوض معركة إستكمال وحدته الترابية.
I- ظهور الحركة الوطنية، وتطورها ما بين 1930 و 1939:
لعب الظهير البربري الذي أصدرته سلطات الحماية الفرنسية بتاريخ 16 ماي 1930 ، دورا مهما في بزوغ البوادر الأولىا لتأسيس الحركة الوطنية المغربية، ذلك أن الظهير البربري تضمن مجموعة من المقررات التي إستفزت الشعب المغربي ومن هذه المقررات:
- رغبة فرنسا في إنشاء قضاء عرفي أمازيغي مستقل تمام الإستقلال عن القضاء المغربي الإسلامي.
- إخضاع جزء كبير من البلاد الإختصاصات القضاء الفرنسي
- التمهيد لإبعاد لأمازيغية عن ملة الإسلام تمهيدا لفرنستهم وتنصيرهم.
يعتبر كتلة العمل الوطني أحد أهم التنظيمات التي أسستها الحركة الوطنية، وذلك من قبل الوطنيون المغاربة المتفتحون على الثقافة الغربية أمثال : أحمد بلا فريج ومحمد حسن الوزاني ، ] أنظر الخطاطة 2 ص 101[
وإستعانت في نشر هذه المطالب بإنشاء الجرائد منها جريدة عمل الشعب : L ACTION DU PEUPLE باللغة الفرنسية في غشت 1933 والتي دعت للاحتلال بعيد العرش في 18 نونبر من كل سنة لتمتين أواصر التعاون بين جلالة الملك والحركة الوطنية، إلى جانب هذه الجريدة تم إنشاء جريدة مجلة المغرب،
عرفت منطقة الحماية الاسبانية بدورها تأسيس مجموعة من التنظيمات السياسية التي من قبل زعماء الحركة الوطنية في منطقة الحماية الإسبانية أمثال عبد الخالق الطريس مؤسس حزب الاصلاح الوطني ومحمد المكي الناصري مؤسس حزب الوحدة المغربية وقد طالبت بدورها مجموعة من الاصلاحات ) أنظر النص 4 ص 101(.
II – تطور الحركة الوطنية بين 1939 و 1956:
شهدت الحركة الوطنية بين الفترة 1939 و 1956 مجموعة من التطورات ساهمت فيها مجموعة من الأحداث توجت بحصول المغرب على إستقلاله.
1- الأحداث التي ساهمت في تطور الحركة الوطنية بين ) 1939 – 1945(
· تطور العمل الوطني من مستوى المطالبة بالحفاظ على الهوية والاصلاحات إلى المطالبة بالتحرر والاستقلال وتتمثل هذه الأحداث التي شاهمت في هذا التطور فيما يلي:
· إندلاع الحرب العالمية الثانية ومساندة المغرب لفرنسا ضد قواة المحور، ولقاء السلطان محمد بن يوسف للرئيس الأمريكي روزفلت في أنفا يناير 1943.
· مساندة الطبقة العمالية المتضررة من الإستغلال الإقتصادي للحركة الوطنية.
· تأسيس حزب الإستقلال في يناير 1944 وتقديم عريضة الاستقلال باسم الحركة الوطنية بعد فشل الحماية في تحقيق النتائج المرجوة.
· صدور الميثاق الأطلسي الذي يقضي بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
· تبني جلالة السلطان سيدي محمد بن يوسف لمطالب الحركة الوطنية واجهت الإقامة العامة هذه المطالب التي لقيت تأيدا واسعا من قبل الشعب المغربي بالقمع الشديد، ) إرتكاز مجزرة الدر البيضاء قبل إنطلاق زيارة السلطان محمد بن يوسف لمدينة طنجة 1946(
سقوط العشرات تحت رصاص فرقة الرماة المنقاليين.
· إغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، وقيام مظاهرات إحتجاجية في الدار البيضاء في دجنبر 1952 م نجمت عنها أحداث دامية في الكاريان سنترال ذهب ضحيتها عدد كبير من المغاربة.
· نفي السلطان محمد بن يوسف وعائلته بعد رفضه التنازل عن العرش وذلك في 20 غشت 1953 وتنصيب محمد بن عرفة ملكا صوريا على البلاد العودة إلى المقاومة المسلحة لتحرير البلاد وعودة ملكه الشرعي.( إنطلاق العمليات الفدائية نص 4 ص 104)
عملت حركة المقاومة المسلحة على التعجيل بعودة السلطان محمد بن يوسف، وتحقيق إستقلال المغرب 1956.
III – مراحل إستكمال وحدة المغرب الترابية:
· تمكن المغرب بعد معركة طويلة تحقيق الاسقلال وذلك في كلا المنطقتين الاسبانية والفرنسية وذلك يوم 17 أبريل سنة 1956. غير أن الأقاليم الجنوبية بقيت خارج السيادة المغربية والتي تم استرجاعها عبر مراحل:
· أبريل 1958 : إسترجاع المغرب إقليم طرفاية من إسبانيا.
· 30 يونيو 1969 : إسترجاع إقليم سيدي إفني.
· إعلان جلالة الملك الحسن II للمسيرة الخضراء سنة 1975: ترتب عنها إسترجاع الصحراء المغربية إلى سيادة المغرب.
· 1979: إلحاق منطقة وادي الذهب بالتراب المغربي وإستكمال تحرير الصحراء.
(انظر الخريطة ص )
خاتمة:
تمكن المغرب بعد الخضوع للحمايتين الفرنسية والاسبانية لمدة أربعة وأربعين سنة من إسترجاع إستقلاله وإستكمال وحدته الترابية بفضل الجهود التي بذلها المغاربة على إختلاف مشاربهم الاجتماعية والسياسية في المدن والبوادي، وبفضل التلاحم بين العرش والشعب


نظام الحماية بالمغرب و الإستغلال الإستعماري





التمهيد الإشكالي:
ما هو مفهوم الحماية ؟ ما هي مظاهرها،وظروف فرضها على المغرب؟ماهي مظاهر الإستغلال الإستعماري بالمغرب ؟كيف نستدل أن نظام الحماية يعتبر شكلا من أشكال الإستعمار؟
النشاط الأول: ماهي ظروف فرض الحماية الفرنسية على المغرب؟
سارعت الدول الإستعمارية في إطار تنافسها الإمبريالي إلى إبرام عدة اتفاقيات لتسوية نزاعاتها فكيف تمكنت فرنسا من الإنفراد بالمغرب في إطار هذا التنافس؟
من أجل بسط سيطرتها على المغرب مهدت فرنسا الطريق لذلك عن طريق:
* الإتفاق الفرنسي الإيطالي حول المغرب وليبيا حيث اعترفت فرنسا بحقوق ومصالح إيطاليا بليبيا مقابل اعتراف إيطاليا بمصالح وحقوق فرنسا بالمغرب.
* تسوية المسألة المغربية (الأزمة المغربية الأولى 1905 زيارة كيوم الثاني لطنجة و تصريحه باستقلال المغرب) عن طريق عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة (1906) الذي نص إنشاء البنك المخزني ووضع شرطة إسبانية وفرنسية بالمراسي المغربية >>> فقدان المغرب لسلطته المالية والساسية.
* احتلال فرنسا) للدارالبيضاء (1907) وجدة(1911.وتدخل إسبانيا شمال المغرب.
* الأزمة المغربية الثانية (إرسال ألمانية لبارجة حربية إلى خليج أكادير) >>> تمت تسوية الخلاف بين فرنسا و ألمانيا باقتطاع جزء من الكونغو لصالح ألمانيا مقابل تخلي هذه الأخيرة عن مطامعها في المغرب لصالح فرنسا.مما سهل الطريق أمام فرنسا للإنفراد بالمغرب.
معاهدة الحماية (30 مارس 1912): نصت معاهدة التي فرضت على المغرب على تأسيس نظام جديد بالمغرب تسند إليه مهمة الإصلاحات الإدراية والعدلية،التعليمية،الإقتصادية،المالية،العسكرية،كما نصت على أن يقوم السلطان (مولاي عبد الحفيظ) بمساعدة فرنسا لتسهيل الإحتلال العسكري للمغرب بدريعة استتباب الأمن وتأمين المعاملات التجارية...
لقد اضطر مولاي عبد الحفيظ إلى توقيع معاهدة الحماية أمام الضغوطات الفرنسية،فأصبح المغرب بموجب هذه المعاهدة تحت الحماية الفرنسية.(محمية فرنسية).
النشاط الثاني : الإحتلال العسكري للمغرب واندلاع المقاومة التي واجهته؟(الخريطة ص 94 من الكتاب المدرسي)
تمكنت كل من إسبانيا وفرنسا من احتلال المغرب عبر مجموعة من المراحل:
بداية القرن 15م احتلال سبتة وامليلية..
ما قبل 1912 : المغرب الشرقي (وجدة...) الدارالبيضاء،فاس،الرباط..
1912/1914 : مراكش، تازة..
1914/1920 : المناطق الأطلسية.
1921/1926 : الريف (طنجة الحسيمة) إضافة إلى خنيفرة.
1931/1934 : الصحراء المغربية.
رافق التغلغل العسكري للمغرب اندلاع المقاومة بالريف + الأطلس المتوسط+ بالصحراء.
*** المقاومة بالأطلس المتوسط: تزعمها موحا أوحمو الزياني (1877/1921) حيث تمكن من هزم القوات الفرنسية في معركة الهري بالقرب من خنيفرة سنة 1914 قبل أن أن يستشهد في إحدى المعارك بالأطلس المتوسط سنة 1921م.إن أهم ما يميز قبائل زيان حسب أحد الضباط الفرنسيين هو البسالة والسرعة في القتال والإقدام..
*** المقاومة بالريف :تزعمها محمد بن عبد الكريم الخطابي (1883/1962) حيث تمكن سكان الريف من مواجهة الإحتلال الإسباني و إلحاق الهزيمة به في معركة أنوال الشهيرة سنة 1921م تكبدت بموجبها إسبانيا عدة خسائر مادية وبشرية..
*** المقاومة بالصحراء المغربية: تزعمها الهيبة بن ماء العينين.
النشاط الثالث: ماهي مظاهر الإستغلال الإستعماري للمغرب وما هي انعكاساته؟
على المستوى الإداري:
قامت فرنسا بإحداث مجموعة من الأجهزة الإدارية الإستعمارية وهي على النحو التالي:
*المقيم العام: ممثل الجمهورية الفرنسية بالمغرب يعمل على تسيير المصالح الإدارية والعسكرية + سن القوانين والمصادقة عليها.
الكاتب العام : يشرف على جميع الإدارات.
المديرون: يرأسون مديريات وهي بمثابة وزارات أهمها مديرية(المالية+الداخلية+التعليم العمومي).
قائد المنطقة : مناطق عسكرية : (فاس مكناس مراكش أكادير) + مناطق مدنية : (الرباط الدارالبيضاء وجدة).
المراقبون : مراقبون مدنيون بالمناطق المدنية وضباط الشؤون الأهلية بالمناطق العسكرية.
وقد تم إحداث هذه الإدارة (الفرنسية) إلى جانب الإدارة المغربية التي تتكون من:
السلطان+الصدر الأعظم+الوزراء الباشوات بالمدن والقواد بالقبائل.
تحولت الحماية الفرنسية للمغرب انطلاقا من 1925 إلى إدارة مباشرة حيث أصبحت الإدارة الفرنسية تأخذ القرارات متجاوزة المخزن (الحكومة) المغربي.
يقول ليوطي في هذا الصدد:" ينبغي أن تبدو الإدارة كأنها تتم بواسطة السلطات المحلية تحت السلطة العليا للسلطان وتحت إشرافنا البسيط"
على المستوى الإقتصادي:
تعتبرا لأبناك الفرنسية بالمغرب وسيلة من وسائل السيطرة الرأسمالية على المغرب حيث ساهمت في تنشيط ومساعدة الإستعمار وتسهيل إنجاز المشاريع الكبرى (تمويل المشاريع التي تهدف إلى الإستغلال الإقتصادي للمغرب).إضافة إلى أن اهتمامها كان منصبا على الربح.هذا وتجدر الإشارة إلى أن شروط القرض بالمغرب كانت قاسية وجد مكلفة.
استغلال الأراضي: قام المعمرون بالإستيلاء على الأراضي عن طريق الشراء وعن طريق القوة.>>>نزع الملكية.
عموما يمكن أن نميز بين الإستيطان الرسمي للأراضي و الإستيطان الخاص.بحيث ارتفعت نسبة الأراضي التي يملكها المعمر إذ وصلت إلى 1017000 هكتار سنة 1953.
* عرف الميزان التجاري المغربي عجزا كبيرا في المرحلة الممتدة بين 1938 1958 بفعل ارتفاع قيمة الواردات مقابل انخفاض قيمة الصادرات.
* نسنتنج مما يبق إلى أن هناك تعدد في مظاهر الإستغلال الإقتصادي للمغرب (دور الأبناك+الإستيلاء على الأراضي بفعل الإستيطان الخاص والرسمي+ استفادة فرنسا من استغلال الأراضي الزراعية ...)>>> عجز الميزان التجاري بالمغرب.
وقد كان للإستغلال الإستعماري (في المجال الإقتصادي) عدة أثار سلبية على الصناعة التقليدية التي تضررت بفعل منافسة البضائع الأجنبية >>> إفلاس المؤسسات الصناعية التقليدية >>> تضرر الصناع الحرفيين.
كما تدهورت أوضاع الفلاحين حيث تحول معظمهم بعد نزع ملكياتهم إلى عمال يخدمون المستعمر.
إذا كان محمد حسن الوزاني يعتبر الحماية أنها جناية على الأمة فإن الإستغلال الإقتصادي للمغرب تجاوز الجناية على أمة إلى الجناية على أمم.لأن المتضرر ليس الفلاح الذي عاش وقت الحماية ونزعت أرضه بل امتدت هذه الجناية لتشمل أحفاد هؤلاء الفلاحين.
استنتاج
لابد من الوقوف عند مجموعة من المصطلحات المرتبطة بهذه الوحدة للبحث عن العلاقات بينها و نخص بالذكر: الحماية – الإدارة المباشرة – الإحتلال العسكري- الإستغلال الإقتصادي.
إن الحماية والتي تحولت إلى إدارة مباشرة وكذا الإحتلال العسكري للمغرب لم يكن إلى وسيلة لتسهيل استغلال المغرب استغلالا إقتصادي